کد مطلب:241009 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:132

لو کان فی یدک الیمنی درة ثم قال الناس بعرة
روی الكشی بإسناده عن محمد بن عیسی بن عبید عن أخیه جعفر بن عیسی قال: «كنا عند أبی الحسن الرضا علیه السلام و عنده یونس بن عبدالرحمن إذ استأذن علیه قوم من أهل البصرة، فأومی أبوالحسن إلی یونس: ادخل البیت! فإذا بیت مسبل علیه ستر، و إیاك أن تتحرك حتی یؤذن لك! فدخل البصریون و أكثروا من الوقیعة و القول فی یونس، و أبوالحسن مطرق حتی لما أكثروا و قاموا فودعوا و خرجوا، فأذن لیونس بالخروج، فخرج باكیا فقال: جعلنی الله فداك إنی أحامی عن هذه المقالة و هذه حالی عند أصحابی! فقال له أبوالحسن علیه السلام: یا یونس و ما علیك مما یقولون إذا إمامك عنك راضیا! یا یونس حدث الناس بما یعرفون، و اتركهم مما لایعرفون، كانت ترید أن تكذب علی الله فی عرشه، یا یونس و ما علیك أن لو كان فی یدك الیمنی درة ثم قال الناس بعرة أو بعرة فقال الناس درة هل ینفعك ذلك شیئا؟ فقلت لا، فقال: هكذا أنت یا یونس إذا كنت علی الصواب و كان إمامك عنك راضیا لم یضرك ما قال الناس» [1] .

من أقرب التمثیلات للقدح و المدح ضرب المثل بالدرة و البعرة فی هذا المقام یكون أحدهما فی ید الإنسان و الناس یزعمون خلاف ذلك فإن الاعتقاد بشی ء لاتكون له حقیقة واقعیة أو كانت له و كان الاعتقاد علی خلاف ذلك لایصیره كذلك لأن الواقع لایغیر عما هو علیه بالاعتقاد، فمن كانت فی یده درة أو بعرة و قال غیره قولا یخالف ما فی یده لما انقلب عما كان فیها، كذلك الإنسان الصالح أو الطالح: لایصیر صالحا إذا كان فی الواقع صالحا و هكذا العكس، و یونس بن عبدالرحمن الذی هو كسلمان فی زمانه كما قاله الرضا علیه السلام [2] و ترحم علیه [3] و أرجع إلیه فی أخذ معالم الدین [4] .



[ صفحه 400]



إنسان صالح لایصیر طالحا بزعم الزاعمین نظیر الدرة لاتصیر بعرة بمجرد الكلام و لایتبدل به إلی الزندقة و هو مؤمن كما قال: یقولون لی زندیق، قال -علیه السلام - لی «و ما یضرك أن یكون فی یدك لؤلؤة یقول الناس هی حصاة و ما كان ینفعك أن یكون فی یدك حصاة فیقول الناس لؤلؤة» [5] .

و التمثیل باللؤلؤة و الحصاة كالتمثیل بالدرة و البعرة المضروبة لعدم تبدل أحدهما بالآخر بالزعم و الكلام.



[ صفحه 401]




[1] اختيار معرفة الرجال 487.

[2] اختيار معرفة الرجال 486 - 485.

[3] المصدر 486.

[4] المصدر 483.

[5] اختيار معرفة الرجال 488.